بعد أكثر من 17 عاماً على رحيله.. عاد توهج وإبداع الفنان القدير بكر الشدي للساحة التلفزيونية خلال شهر رمضان الجاري عبر قناة الذكريات، حيث كان الشدي من الفنانين المتألقين في أعمالهم التلفزيونية والتي عرضت على القنوات السعودية والخليجية والعربية، وأكدت أعماله للمشاهدين مدى موهبته في تقديم الأدوار الدرامية.
وعرضت القناة الحديثة القديمة عملين مميزين من أشهر أعمال الشدي وهما «العولمة» و«سحور على مائدة أشعب»، وهما من الأعمال التي عرضت خلال فترة التسعينات الميلادية ولاتزال خالدة في أذهان المشاهدين، حيث جمعت ما بين جمال السيناريو والفكاهة على حد سواء.
ولعب الشدي في مسلسل «سحور على مائدة أشعب» دور رجل بخيل يدعى الكندي، اشتهر ببخله الشديد حتى أنه لا يمشي إلا حافياً ونعليه في يديه خوفاً على تلفهما من المشي من شدة البخل، ووجد هذا المسلسل الذي عرض في عام 1991م جماهيرية كبيرة، وكان يعرض وقت السحور في شهر رمضان المبارك آنذاك.
وفي مسلسل العولمة الشهير والذي عرض للمرة الأولى في عام 1999م بعد المغرب في رمضان بمشاركة عدد من النجوم الكبار في الخليج العربي، أمثال حياة الفهد ومحمد المنصور وفاطمة الحوسني وعلي المدفع وفايز المالكي وغيرهم، حيث تميز الشدي في بطولة المسلسل من خلال دور الرجل البدوي الأصيل، الذي انتقل من القرية إلى المدينة من أجل أن يواصل أبناؤه دراستهم الجامعية، حيث تناول المسلسل تأثير المدينة على أبناء القرى والعكس في قالب كوميدي مميز تألق فيه كثيراً الفنان بكر الشدي.
ويعتبر الشدي أول ممثل سعودي يحصل على الدكتوراه في الأدب المسرحي من جامعة بريطانية، كما أنه شارك في العشرات من الأعمال مع نجوم العرب الكبار أمثال فريد شوقي وفاتن حمامة ونجوم الخليج الكبار عبدالحسين عبدالرضا وخالد النفيسي وحياة الفهد وغيرهم، إضافة إلى تميزه المطلق في الأعمال التاريخية ومن أشهرها نوادر العرب حيث تميز الشدي بإتقانه التحدث باللغة العربية الفصحى، إضافة إلى العديد من أعمال السهرات والمسرحيات وغيرها.
انتقل الشدي إلى رحمة الله في عام 2003 م عقب إصابته بمرض السرطان ولم يتجاوز عمره 50 عاماً وفقدت الساحة الفنية واحداً من أميز الفنانين الخليجيين في الدراما والمسرح.